الأربعاء، 17 أبريل 2013

التعايش السلمي



هذا التنوع والتعدد الثقافى والأثنى والعرقى والقبلى لم يكن يوماً عائقاً للتواصل بين الاخرين هى سماحة أنسان هذا الوطن الذى لايؤمن بايدلوجيات من يقفون فوقه فالنقف مع الأستاذ اسماعيل مختار داؤود (مسكاقرو) فهو حلفاوى أنقسناوى (تايزى) فى العام 1939 وصل جده مصطفى سليمان محمود الملقب( ابودرويش) قادماً من اثيوبيا الى الرصيرص وتعرف على القبرصلى وعمل معه شراكة تجارية . وعندما اتجه للعمل فى منطقة الأنقسنا عاكسه المفتش الإنجليزى بان لايمنحة ترخيص متعللاً بأنه  سوف يثير بلبله سياسية خصوصاً لما عرف عنه بالجراءه وعدم الخوف فى أبداء الرأى  الاأن العمدة جلجل عبدالقادر عمدة طيقو قام بتشجيعه وقال للخواجة الزول البتقول مجنون ده أدينى ليهو وتم السماح له بالدخول فكانت بدايته التجارية منها .
وفى بداية الستينات اتى بوالدنا وفتح له أول دكان فى منطقة بقيس لمدة سنه وعندها حس الوالد بحوجتنا الى التعليم فانتقل الى باو وكنا نمتلك دكان اخر فى باو . درست الابتدائية هنا فى العام 1962م واذكر من دفعتى مالك عقار والنور دالم واستاذ جاديت 
كانت علاقة جده مع الأنقسنا ملئ بالحب واحترام الذات ومن بعده أبى وجئنا نحن بنفس المنوال لما يتمتع به من قدرة التعامل مع الآخرين معزياً ذلك بزيارته إلى بلاد كثيرة مثل سوريا  ولبنان وكان والدي يوصني دائما بقوله لي (ماتبقى رئيس في أي مجلس وعليك بمساعدتهم) حيث كان ذو نظرة ثاقبة . وأخي الأصغر مولود بباو كان يقول لي (نحنا لقينا حاجات هنا لوكنا في حته تأنى مابنلقاها) مثل قوة التحمل والصبر ممازحاً بقوله ولا سيدنا أيوب . أولادنا نسوا رطانة الحلفاويين وتعلموا رطانة الانقسنا وعن اللهجات الموجودة في المنطقة يوجد تشابه في عدد من المفردات مثل (مسر) عندنا تعنى سخل وعند البرتا تعنى الغنماية . ونحن في حالة تواصل دائم وزوجتي علمت نسوان المنطقة صناعة الخبز وأصبح مصدر دخل لكثير من الأسر والفول المصري نحنا جبناه حين كانت ثقافتهم في إعداد الطعام بدون بهارات  ولا زيت (ويكة ولحمة مع العصيدة) . إما تقاليد وعادات الزواج لم ياخذو منا شئ بل استشرت ثقافة الوسط (شنطة وشيلة) ونحنا ماعندنا تعقيدات زى دى وأن العادات والتقاليد شئ متأصل في المجتمع (ياتأخذون بعلتنا وتقبلونا أو تبعدوا منا) وإذا سافرنا اولادى يشتاقوا ارجعوا بآو حتى لو مع أهلهم .
ويذكر إن أول امراءة بتعمل الخبز هي العاجبة  أم يحي صالح واذكر أيضا من المفارقات إن يحي صالح وأبوة يسلمون علينا برطانة الانقسنا متناسين اللهجة المحسية التي يرجع آصالهم إليها.وكان يدعينا إلى دكانه لنرطن معه 0 عملت بالتدريس وكنت عضو مجلس محلى لدورتين ورئيس لجنة التموين وهذا يدل على الثقة  وعملت مدير مكتب لخمسة من المعتمدين الذين مرو على بآو أولهم ابوالعلا والآن في مكتب التعليم زى مستشار. وفى عهد الوالي  عبدا لله ابوفاطمة عملنا إشارة للخرطوم بأن أهل بآو زعلانيين لأنها لم تبقى محافظة وكان الوالي زعلان وذهبنا له لترضيته (شيوخ وعمد) واللسته لم يوضع أسمى  من ضمنهما واتى كمندان وقال لهم (اشطب أي اسم ونزل اسمعيل) وتم تقديمي للوالي وقال لهم كمندان حتى لايقول الناس إننا عنصريين وقالها مالك عقار بعد عودته إلى بآو (نحنا لو عنصريين ناس إسماعيل والطيب عبيد امشوا وين ).
ويذكر لنا إن مصريا قد أتى إلى الانقسنا يعمل في مجال الانثربولجى وسألهم رأيكم شنو بعد الموت  والتقى برجل كبير في السن وسأله بعد ما تموت بتمشى وين فرد علية هو ماعارفم يمشوا وين فرفع رأسه إلى السماء فقال عاين للسنبر بمشي وبجي في مكانو كأنما أرواح الأسلاف قد تجسدت فيه وجاء الطيب شبارقة كداعية ديني  إلى المنطقة وسأل الطيب عبيد (ليه الزول ده أسمو قندس) فسأله أنت بتصلى فرد عليه بلا فإجابة مابودوك النار بعد ما تموت  فأجاب بعد ما أموت يود ونى النار ولا البحر البجينى شنو ماهو إنا ميت ودي كانت طريقة غلط في توصيل الدين في المنطقة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق