الجمعة، 27 سبتمبر 2013

جدع النار


جدع النار عند البرتا :
النيل الأزرق ودارفور هى أكثر مناطق التراث بالسودان لو وجدت الأهتمام , والناظر الى ولاية النيل الأزرق يجدها غنيه بالموروث الشعبى وأنا بصدد تسليط الضؤ على عالم ممارسة جدع النار عند البرتا . (مختص بالمحصولات الزراعيه).
بداية جدع النار فى شهر أكتوبر يبدأ الأعداد وطقوسه  التى تستمر لشهر كامل فيجب على الغائب أن يحضر أو على ذويه ممارسة عادة جدع  النار نيابة عنه وللعادة (أى جدع النار) شيخ مسئول عنها وله اتباع من الرجال والناس من الأقارب وله حراس يحرسونه طيلة الفترة التى تمارس فيها العادة وطقوسها ومنصب شيخ العادة هذا متوارث عليه فإن مات يخلفه أكبر أبنائه أو بناته وفى هذه الحاله تقام للشيخ الجديد مراسم تدشين تستمر سبعه أيام يحرسه خلالها  سبعه أشخاص وفيها يرتدى الشال الأخضر واللباس المزركش المكون من اللونين الأخضر والأحمر ويجلسونه على مقعد من  خشب ويحمل على يده عصا وحربه وخلفه حرسه  وهولاء الحراس يقومون بحراسة منزل شيخ العادة لمدة سبعه أيام وبعد أنتهاء مراسم التنصيب هذه ياتى الناس لشيخ العادة ةهم يرددون عبارة مانجل  مانجل أى الملك أو العزيز وأثناء ترديدهم لكلمات التحيه يضعون أيديهم على صدورهم ولايسلم على شيخ العادة فى يده كما يقومون بخلع أحذيتهم تعبيراً عن إحترامهم له .
الأعلان عن طقوس العادة يبدأ عن طريق صب الماء تحت شجره تكون قرب منزل شيخ العادة وفى هذه الفترة يمتنع البرتا عن بعض الممارسات فلا يوقدون نار خارج منازلهم ولا يأكلون من حصاد الموسم الجديد الأفى حالة حدوث مجاعه حسب إعتقادهم ولا يرتدون ملابس تشبه شيخ العادة كى لايتعرضون للمسأله والمحاكمه التى تدفعه الى الغرامه أغناماً أو دجاجاً . أبتداً من اليوم الأول وحتى اليوم السابع , وعند اليوم السابع  يضرب الأطفال وتحضر الذبائح والمريسه فياتى شيوخ العادة وأتباعه ويدخلون فى منزل خاص يمكثون فيه طيلة الشهر الذى تمارس فيه العادة وفى هذه الأثناء فإن نمط خاص بالغناء ويؤدى مصحوباً بالرقص يقضى أهل القريه ليلتهم تلك أمام منزل شبخ العادة حتى مطلع الفجر وقد أحاطو أيديهم وأرجلهم بحبال .
تواصل مجموعه من الشباب من الجنسين الغناء والرقص وعند الفجر يوقدون نار العادة فى منزله حيث أنهم يعتقدون أن أمواتهم سيعودون فى هذه الليله ليأكلون الطعام ويشربون المريسه وبنهاية شهر العادة يجتمع الرجال ويذهبون الى منزل شيخ العادة حيث يقومون بممارسة مايعرف بعادة فك العادة فيجمعون كل الأدوات التى تم أستخدامها أثناء ممارسة الطقوس فى مكان واحد ثم يقومون بحرقها وعندما يتم حرق تلك الأدوات يقيد فك اليوم نهاية شهر العادة والذى بأنتمائه تسقط عن شيخ العادة كل صلاحياته كما تسقط عن أتباعه السبعه  وتعود السلطة ثم يحمل كل من شيخ العادة وأتباعه أعواداً مشعله حيث يبدأ شيخ العادة العدد من 1ـــ7 ويقذف بعود مشتعل تجاه المشرق ويتبعه بعد ذلك الأخرون وفى هذه الحالة فأن نمط الغناء المسمى (هيثالى) وهو الذى يؤدى مع الرقص وهى عبارة عن أغيات حماسيه حربيه عند أدائها يحمل الرجال حرابهم وعصيهم ويجرون هنا وهناك وكأنهم يحاربون عدواً لهم وهمياً ويعودون بعدها الى مكان تجمع النسوه اللائى يستقبلنهم بالزغاريد والغناء وعند أنتهاء عادة جدع النار يعود كل الناس عند المكان الواقع أمام منزل الشيخ وهم يغنون وهنا يأتون بنمط جديد من الغناء يطلقون عليه (ابوتق أونق غورى) والذى عند أدائه يكون الناس قد أرتدوا الجديد من الملابس والنساء قد تزين بمشط شعورهن ويسهرون على هذا المنوال.صحيفة الخبر (2007)فريد احمد الامين 1t�`xV 

الفرح الذي لا يعرف الحرب