الأحد، 14 أبريل 2013

تجريب

رة من فيلم صراع فى الوادى الذى قام ببطولته الفنان العالمى عمر الشريف كانت تحكى الحكم بالاعدام على والده عبد الوارث عسر فى ذلك الوقت عن جريمة قتل شيخ القرية والتى ورطه فيها شرير الشاشة الأكبر فريد شوقى واللقطات تحكى صراع الخير الذى يسرع لإنقاذ الوالد الطيب من الاعدام بعد اعتراف المنفذ الأساسى للجريمة … و لكن القدر لم يمهل عمر الشريف الوقت لكى يثبت براءة والده ومات الرجل ولم يستطع أن ينقذه … ولكن فى النهاية فاز بحبيبة القلب ابنة الباشا …

هذا هو حال مصر الكل يحاول إنقاذها ولكن كل من يحاول إنقاذها يزيد فى جراحها بالعمد أو بسلامة نية ولكن المحصلة النهائية ان مصر هى التى تدفع الثمن من استقرارها ودم أبنائها وسمعتها الخارجية ونحن بأنفسنا نقدم مصرنا إلى حبل المشنقة والكل سعيد ومرتاح البال إلى هذه النتيجة فهى تحقق له ذاته التى نهبت من عشرات السنين وتعيد له حريته التى كتبت لسنوات وتعيد له صوته الذى كمم وتلاشى من زمن …. ولكن الطريق لهذا دفعنا فيه الغالى من دماء هذا الشعب وأرواح شبابه الطاهر فكيف بالله عليكم تسلموا مصر بهذه السهولة لحبل المشنقة والكل يسعى لإنقاذها … أو يدعى أنه يسعى إلى ذلك .

الحال هو الحال ففى ندوة وضع ميثاق شرف للاعلام المكتوب والمرئى والذى دعا إليها وزير الاعلام صلاح عبد المقصود والتى كان تنظيمها بشكل عفوى كامل لم تراع فيه أى حساسيات … ما إن بدأ الحوار إلا وظهرت الحساسيات واختفى الهدف من الندوة وظهرت تصفية الحسابات من كل المتكلمين وحاول كل تيار السيطرة على الميكرفون سواء بالحديث عن معاناة من وسائل الاعلام أو تصحيح لوقائع وأحداث شارك فيها وأعد لها العدة … تحول السجال إلى خناق ونسى الحاضرون الغرض من الندوة وذهبوا إلى أبعد الأبعاد عن غرض الندوة التى كان هدفها التقريب من وجهات النظر حول وضع أسس لا تخرج عنها الممارسات الاعلامية فى المرحلة القادمة فتحولت إلى تراشق بالألفاظ وتكرار لكل الحوارات المقترحة السابقة والتى انتهت كالعادة بلا شىء وعادت من حيث أتت بل أنها ساهمت فى زيادة حدة الشقاق والكراهية بين الأشقاء وزاد تمسك كل منهم برأيه لحد الموت … ولكن ليس موته بل موت مصر … نعم مصر التى تموت وتحملت من عصبيات الناس والأحزاب الكثير ومع ذلك لم يرحمها أحد من فرط عصبيته وشذوذ أفكاره التى تدفعه إلى الهاوية … الاخلاقية والمادية وكل أنواع الانحطاط الاخلاقى والمهنى … كل هذا ليثبت للعالم أنه موجود 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق